مقدمة و فكرة عامة عن الموسوعة

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين 


تمهيد

نبدأ بحث الأحلام بحمد الله رب العالمين حمدا طيبا طاهرا عطرا كما يليق بجلال وجه العلى الكريم و عظيم سلطانه الأبدي السرمدي
اسأل الله أن يوفقني لإخلاص النية لوجهه تعالى في بحثي هذا، وأن اصوغ في السطور القادمة ما يكون نافعا لى بين يديه، و أن يكون صدقة جارية، تعود على البشربالنفع، و أدعو بالتوفيق و الرحمة و حسن الأجر و الثواب، لكل من أنتفعت من نتاجهم الفكري في هذا البحث، و كل من أعانني على تقديمه. و اسأل الله أن يغفر لى أى تقصير في تقديمي لفكرة البحث أو الشطط عن الصواب، أو التقصير في تقديم الحق لأهله، أو الغفلة و الخطأ.

مقدمة


حتى لا أضيع وقتك

إذا أعجبتك السطور القادمة فمن الممكن أن تنفق في الكتاب وقتك لتقرأ باقي الصفحات، لتأكيد و شرح الفكرة العامة للكتاب، فمن الممكن أن تقرأ كتابا بأكمله و تقول لعلي سأخرج بفكرة عامة، و بعد أن تقرأه تجد أن هذا الكتاب الذى فقدت فيه ساعات طوال، لم يتفق مع فكرك و لم تقتنع بما يود أن يقوله صاحب الكتاب، و بما أن القراءة الآن لم تعد عادة منتشرة، و أن حركة الحياة أصبحت تتسم بالسرعة، فأنا قد قررت أو أوفر على القارئ هذه الساعات و أعطيه الفكرة العامة من بداية السطور الأولى، و سيكون عنده الكتاب فيم بعد إذا شعر في وقت ما أن يحتاجه في أى موقف من مواقف حياته، يمكنه الرجوع له.

لقد تعب البشر على مر العصور في محاولة تفسير الأحلام، و التعب جاء من محاولة فهم ما هو الحلم بشكل عام، من أين يأتي، و كيف تحدث حالة الحلم، هل تخرج الروح من الجسد و تذهب لمكان آخر لترى الحلم، هل تنفصل عن الجسد، هل الحلم هو رسالة من خارج الإنسان يتلقاها من قوى خارجة عنه، أم هو نابع من داخل الإنسان، معبرا عن حاجاته، مدفوعا بكوامن نفسه.

و الحق أني بعد قراءة الكثير من الكتب، و الذى أذعم أنه كل ما وصلت له يدي في هذا الباب، منذ سنوات طويلة، و جدت أن كل من أقدم على العمل في هذا الباب قد أصابا جانبا من الصواب، فكل التفسيرات في هذا الموضع، قد نالت حظا من الصواب، فالحلم قد يكون بالفعل رسالة من الله، في بعض الأحلام، و قدي كون رسالة من قوي خارجية أخرى مثل الجن أو الملائكة، و قدي يكون مجرد تعبير عن حاجة كامنة في نفس الانسان، أو مجرد تنفيس عن إحباط داخلي يتعرض له هذا الفرد.

أنا في هذا الباب إنني أقدم لك الجديد لكنني سأعمل على تقديم خلاصة هذه الأفكار التى صاغها غيرى محاولا تبسيطها، و شرح ما قد يغمض منها.

الجديد في هذا الكتب الدور الحقيقي للأحلام

ما أظنه جديدا في هذا الكتاب، و أرجو ألا أكون مجترءا في هذا، هو أن التراث البشري، مبني على موضوعين في تفسير الأحلام، و هو التفسير العام لطبيعة الأحلام ـ يهتم به المنظرين ـ ، و تفسير حلم بذاته ـ يهتم به شخص بعينه ـ . فالتفسير العام لطبيعة الأحلام يهتم به المنظرين، و الساعين للوصول لوضع قواعد علم محدد له أصول في التفسير، و هم يعملون ذلك محاولة منهم لتسهيل الوصول لتفسير الحلم بذاته، و هو ما يهتم به شخص بعينه وهو ذلك الشخص الذى رأى الرؤية أو رآها له غيره، فالمنظر يحاول أن يضع قواعد يقرأها أى شخص، و يحاول بها تفسير حلمه أو حلم رآه له غيره أو حلم طلب منه أى شخص آخر تفسيره له. فأنا قد أرى رؤية، و اود تفسيرها، و قد يقول لى شخص آخر مثل أمي أو ابي أو أخ لى أنه رأى لي رؤية كذا و كذا و لهذا فسأنشغل بتفسير ما رآه هذا الشخص، و قد يروي لى شخص أنه رأي شيئا في منامه، و قد يطلب هو مني تفسير ما رآه، أو تكون الرؤية في ذاتها، تدفعني للبحث عن تفسير لها، إما لغرابتها مثلا، أو لعلمي بحال هذا الرجل و أن أحلامه لها تفسير في الواقع عادة.

الدور الحقيقي للأحلام

و ما أراه الآن أن ما يشغل الشريحة الأوسع من البشر هو تفسير حلم بذاته، فالاغلب من الناس لا يسعى لوضع نظرية عامة لتفسير الأحلام، و لكنهم يسعون لفهم ما رأوه في منامهم.
و ما أود توصيله خلال هذا الكتاب و ما سأسعى لتأييده من خلال كتب التراث و الأحلام المذكورة في الكتب و تفسيراتها، هو أن الدور الحقيقي للأحلام هي تمثل دوافع لخذ بالأسباب لتحقيق أهداف جليلة، أو الأحتراس من مصائب كبيرة، قد يتعرض لها الإنسان بشخصه، أو قد يتعرض لها أو العشيرة التى يعيش فيها او القبيلة التى تضمه أو المجتمع المحيط به، و كثيرا ما يرى الحلم ملكا و يكون ذلك منذرا له بأمر يخص ملكه، كما سنوضح فيم يرد من بعض.

الكثير من الأحلام أتت على البشر عبر العصور بما يؤكد هذا الدور، منها ما ورد لنا في الكتب المقدسة – كرؤيا النبي يوسف عليه السلام، و رؤيا الملك من بعده ، و رويا فرعون التى تبشر بميلاد النبي موسى عليه السلام، و رؤيا يوسف النجار، و غيرها.

و من الأحلام ما ورد ما كان له أثر كبير على البشرية على الرغم أنه لم يرد في الكتب المقدسة، لكنه ورد لنا عبر كتب التاريخ، و الأثر و العبر. كرؤيا المنذر و رؤيا إ عمرو ابن عامرلانهيا سد مأرب، و الرؤية التى رأها كسري ليلة مولد النبي، و حلم يوليوس قيصر الذى دفعه لخوض الحرب و الاستيلاء على روما، و هانيبال الذى غزا روما و دمر إيطاليا، و حلم نابليون و هتلر.

و الحق أن الرؤية في ذاتها كرسالة لابد أن تكون مجرد دافع للأخذ بالاسباب للوصول إلى الهدف و تحقيق النجاح أو تدبير شئون الحيطة و الاحتراز لتجنب المصيبة أو الخطر القادم ، و لكن الرسالة يختلف تأثيرها حسب اختلاف المتلقي، فالانسان الإيجابي يرى في الرؤية أشارة له أن هناك قوى خارجة عن قوته ستكون مؤيدا له و مساعدا في تخطي المصاعب التى يجب أن يتخطاها و هو في طريقه للأخذ بالأسباب لتخطي المصاعب و المعوقات يعلم أن من حوله قوى أخرى غير الأسباب الظاهرة تساعده، بينما يكتفي الشخص السلبي في أن يجد في الرؤية مجرد تسلية له عن شيء قد حرم منه، أو نقص ذات اليد، و يظل خاملا لا يحاول تغيير واقعه بالأخذ بالاسباب، بل ينتظر تحقيق الرؤية.

و هو يبرر تقصيره و يقول : إذا كانت أمي قد رأت لي إنني سأنجح و إذا كانت رؤياها حق فلابد أن أنجح و لو لم أذاكر، و هو بذلك يغفل الدور الحق للرؤية، في كونها مجرد بشارة أو دافع له بأنه إذا اتخذ أسباب النجاح فسيصل للنجاح. و هذا المثال على بساطته لكنه حق.

و الرؤية الحق لم تأت لتغيير القدر، و لكنها تعمل على نفاذ مقدور الله، حسب مشيئته، و المثال لذلك رؤيا الملك في عصر سيدنا يوسف، فالله قد قدر كل شيء قدر أن يمر على البلاد سبع سنوات من الرخاء، تؤتي الأرض أكلها، و قدر أن تأتي على البلاد سبع سنوات أخرى من الجفاف و قلة الذرع، و البني يوسف عليه السلام عندما فسر الروية فسرها بتوفيق من الله و بما آتاه الله من علم، فهل من الممكن أن نقف عند حد تفسير الروية.

هل من المعقول أن نقول أن الله أرسل لكم الرسالة حتى تعلموا أن هناك سنوات من الرخاء و هناك سنوات من القحط، و عليكم قبول السنوات الرخاء، و انتظار السنوات القحط و أن هذا مشيئة الله. ويقف عن ذلك دور الروية.

إن من قام بتفسير الرؤية نبي ، و هو ذاته من أخذ على الأحتياط مما قد يلحق بالبلاد، و قد منحه الملك ل الصلاحيات للعمل على ذللك، و كل العاملين على اتخاذ الاحتياطات لهذا الأمر كانوا يعلمون أنهم موفقون بمشيئة الله لتخطي هذه الأزمة، و جاءت السبع الرخو، و جاءت السبع العجاف، و نفذ مقدور الله.


ابواب هذا الكتاب
باب
نظرات في أصل الأحلام و تفسيرها
نظريات كيف يحدث العلم
بعض قواعد التفسير لأشهر المفسرين
أشهر كتب التفسير
تفسير الأحلام لأبن سيرين
تفسير الأحلام للنابلسي تعطير الأنام في تفسير الأحلام
الحكم و الغايات في تفسير المنامات لابن الدقاق
أشهر المفسرين : في الجهالية {كهان العرب  ، سطيح، طريفة الخبرمفسرة رؤية سد مارب، مفسرة رؤيا عبد المطلب جد النبي} في التراث الإسلامي : { محمد بن سيرين، أبو بكر الصديق و تفسير الرؤيا، هشام بن حسان، الكرماني
نوادر التفسير
ما يجب أن يتصف به طالب التأويل
ما يجب أن يتصف به المعبر


باب
الأحلام و إنقاذ البشر من الآفات و المجاعات
رؤيا الملك على عهد يوسف النبي
رؤية عمرو بانهيار سد مأرب
رؤيا تنقذ هتلر من الموت و تبعث فيه روح التحدي

باب
الرؤيا و إخراج المظلوم من السجن
يوسف عليه السلام
دانيال و نبوخذنصر أو بختنصر
سليمان ابن وهب يتفاءل برؤية رآها و هو محبوس
المهدي يطلق علوياً من حبسه لمنام رآه
المعتمد يطلق بريئ من الحبس لمنام رآه
خبر أن المعتمد أطلق بريئين لمنام رآه ثم نسى المنام



باب
الأحلام دافع للحروب و الاضطهادات
فرعون موسى و اضطهاد بني إسرائيل
يوليوس قيصر و استيلائه على روما
هانيبال و هجومه على إيطاليا
زيد كسري الفارسي و غزو بلاد الأغريق
الخليفة المعتضد لا يتطهد العلويين على أثر رؤية
المهدي يحتج على شريك برؤيا
قائد قبائل السيوكس يهزم الامريكان برؤيا
يرى مالك بن أنس في المنام
باب
ملحوظة: هناك الكثيرمن العباقرة والمخترعين تعرفوا على أفكارهم وإبداعاتهم من حُلُم في منامهم
حتى ان بعضهم كان ينام وبجانبه قلم ودفتر.
الأحلام و المخترعات وكشف الأسرار
رؤيا عبد المطلب بحفر زمزم
الكرماني يكشف سر الجارية للرشيد
إلياس هاو مخترع ماكينة الخياطة
فريدريش أوجست و اكتشاف تركيبة تراي ميثيل بنزين
جيمس وات و كرات الرصاص المنصهر
فرنسي يحلم بفك رموز حجر بابلي
رؤيا إبراهيم بذبح اسماعيل و التي سنت الأضحية
رؤيا نور الدين محمود زنكي تنقذ جسمان النبي صلى الله عليه و سلم في قبره
البقال تشامبان يكتشف ثروة في بيته من خلال حلم طريف

باب
الأحلام قد تكون مجرد خبر بما سيكون و لو بعد سنين طويلة
رؤية يوسف النبي أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر
فرعون موسى
و كسرى الفرس
قائد قبائل الزولو
انهيار جبل ضخم من نفايات الفحم على مدرسة ابتدائية
الكاتب مورغان روبرتسون يتنبأ في روايته تيتان بغرق تيتنيك
رؤيا للنبي تتحق بعد خمسين سنة

باب
الرؤي المبشرة بالإسلام و ميلاد النبي و سيادة العرب
روية بختنصر التى فسرها له النبي دانيال
رؤيا عبد المطلب بخروج النبي صلى الله عليه و سلم
رؤيا أم النبي صلى الله عليه و سلم

باب
الرؤيا فى السنة النبوية
الرؤيا فى حياة النبي
أبواب الرؤيا في مختلف كتب الحديث

رؤيا النبي فتح مكة
رؤي بعض من الصحابة
الرؤيا و الاستخارة
ما يقول الراوي عندما تروي عليه الرؤيا
التحذير من الكذب في الرؤيا

باب
رؤية النبي في المنام
رؤيا شاب مات والده